السياق المحلّي
، وصل عشرات الآلاف من المقيمين الجدد من الرجال والنساء إلى لوبلين بعد 24 فبراير/شباط 2022 . ووفقا لتقرير صادر عن اتحاد المدن البولندية في أبريل، فإن مجتمع اللاجئين الأوكرانيين في لوبلين يشكل بالفعل 17% من سكان المدينة. يعدّ هذا تغيرًا كبيرًا في المجتمع المحلي غير مسبوق في بولندا وأوروبا ، وقد نتج عنه العديد من التحديات أمام الاندماج الفعال لهذه الجالية في حياة لوبلين. هذا ومن أجل تحقيق مجتمع قائم على التكامل والإندماج ، فإنه من الضروري استحداث أنشطة تهدف للأندماج تستهدف سكان المدينة "الجديدة" و "القديمة". جدير بالذكر أنه بالإضافة إلى المجتمع الأوكراني ، هناك الآلاف من الأجانب والنساء الأجانب من دول أخرى في العالم الذين يعيشون ويدرسون ويعملون في لوبلين ، الذين يحتاجون أيضًا إلى الدعم لإيجاد أفضل طريقة للأندماج في بولندا .
ليس للمهاجرين والنساء المهاجرات، ضمنا أولئك الذين يلتمسون اللجوء في بولندا هربًا من الحرب أو الاضطهاد، أي مكان في لوبلين. إذ إنهم يفتقرون إلى الدعم اليومي، والمساعدة في إيجاد حلول للمشاكل الرئيسية، وشبكة من الأصدقاء والعلاقات، أو عل الأقل مساحة للالتقاء والتعرف على الثقافة والمجتمع البولندي. كما أنهم لا يملكون فرصة حقيقية للاندماج مع النساء والرجال البولنديين، إذ يفتقر كلا الجانبين إلى فرص للتعرف على بعضهم البعض. سينتج عن هذا تهميش سكان لوبلين الجدد، وعلى المدى الطويل، ومع هذا العدد الكبير من القادمين الجدد، سيهدد ببروز التوترات
والصراعات بين المجتمعات البولندية والأجنبية التي لا تعرف بعضها البعض.
وفي كل عام، سيستفيد 10,000 لاجئ ومهاجر من دعم مركز باوباب. في كل عام، سوف تجد مجموعة مكونة من 1000 لاجئ على الأقل عملاً في مهنتهم (حسب مؤهلاتهم). وسيكون باوباب على استعداد لمساعدة ما لا يقل عن 100 شخص كل يوم (في نفس الوقت). ستتاح لغالبية سكان المدينة في بولندا فرصة للتعرف على مجتمع المهاجرين/النساء، بما في ذلك اللاجئات/النساء، من خلال 12 حدثًا مفتوحًا سنويًا على الأقل.
لماذا نفعل ذلك؟
سيكون للمهاجرين (بما في ذلك اللاجئين) الذين يعيشون في لوبلين مكانًا جيدًا ، ومساحة آمنة لأكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين يمكنهم الوصول إليها. وسوف يقدم المساعدة فريق دولي متعدد الأطياف يتألف من موظفي المنظمات غير الحكومية ذوي الخبرة في تمثيل مجتمعات المهاجرين والمساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان، فضلاً عن مسؤولي البلديات الذين يتعاملون يومياً مع المسائل المتعلقة بالمشاركة الاجتماعية والعمل مع المنظمات غير الحكومية وسياسات إدماج الأجانب والمساواة في المعاملة. في المقابل ، ستصبح الحلول التي تم تطويرها جزءًا دائمًا من نظام إدارة المدينة.
ماذا يحدث هنا ؟
ويستهدف البرنامج المهاجرين / النساء ، بمن فيهن اللاجئات / النساء ، ليتمكنوا من تفعيل أنشطتهم الاجتماعية والمهنية والثقافية . هدفنا أن يصبحوا مستقلين في حياتهم اليومية في غضون فترة زمنية قصيرة جدا ، حتى يتمكنوا من تقديم مبادراتهم وأفكارهم الخاصة ، وتحقيقا لهذه الغاية ، فإن أبواب مركز باوباب ستكون مفتوحة دائما .
ومن ناحية أخرى ، إذا نظرنا إلى الإدماج على أنه عملية متبادلة ذات اتجاهين ، فإننا سنوجه بعض أنشطتنا إلى المجتمع المضيف والذي هو نحن، سكان لوبلين .إننا ملتزمون بجعل باوباب مكانا للألتقاء وإقامة روابط بين سكان المدينة القدماء والجدد. كما نعتبر هذا المركز وهذه التجربة مختبرا متكاملا : سنقوم بوضع أنشطتنا ومشاريعنا هذه وأدواتنا المعتمدة على تبادل الخبرات بين سكان لوبلين والتي يدعمنا فيها يجريها خبراء ومراكز البحوث الأخرى بتصرف المؤسسات والمنظمات والشركات التجارية في لوبلين من أجل تفعيلها واستخدامها في الحياة العملية للمدينة.
وسيكون الأساس الموضوعي لعمل باوباب هو الخبرة المكتسبة من عمل المجلس الاجتماعي الأوكراني للمساعدة في لوبلين ، والذي تمّ أنشائه بعد ساعات قليلة من الغزو الروسي لأوكرانيا . وخلال الأشهر الأولى من الحرب ، غطى هذا المجلس21 مجالا من مجالات العمل ، مثل : الخط الساخن الذي يعمل على مدار الساعة ، والإسكان ، والمساعدة القانونية ، والمساعدة النفسية ، ورعاية الطفل ، والمعونة الغذائية ، والمساعدة المشتركة بين الثقافات ، والترجمة، والمتطوعين المترجمين في أماكن الإقامة المؤقتة ، والأنشطة الإعلامية ، والنقل والأمور اللوجستية ، وتوفير مساكن لإقامة للفئات الضعيفة وسوق العمل وغيرها .
لماذا اسم باوباب؟
سألنا العديد من الأشخاص الذين يمرون في شوارع لوبلين عن سبب ارتباطهم بكلمة "باوباب".
وأجابونا:
- مكان للقاء في ساحة ليتفسكي!
- لطالما تواعدنا تحت تلك الشجرة.
- لقد حمتني أكثر من مرة من المطر عندما كنت أنتظر الحافلة.
- كانت شجرة الحور تلك تشمخ أمام مكتب البريد. ومن المؤسف أنه لم تعد هناك....
وفي عام 2017، بعد أكثر من 150 عامًا، تم قطع شجرة الحور السوداء في لوبلين، وهي شجرة ضخمة كانت بمثابة معلم رئيسي في الساحة المركزية بالمدينة. كانت السنوات الأخيرة من حياتها عبارة عن موت بطيء. ولم يتم الاعتناء بها بشكل جيد وهرمت، وتداعت في النهاية تحت هجمات العواصف المتعاقبة.
ولكن هذه ليست نهاية القصة. وفي منتصف عام 2022، قررنا إحياء ذكرى تلك الشجرة. ولكن بدلا من زراعة شجرة أخرى، آثرنا إنشاء مكان آمن على بعد 150 مترًا من موقع الشجرة القديم وذلك للالتقاء والعمل والدراسة لجميع الأشخاص الجدد في لوبلين، والذين يرغبون في التعرف على بعضهم البعض والاندماج. ومن هنا جاء اسم "باوباب: مكان للاجتماع واللقاء والجيرة".
وفقًا للأساطير، لم تطمح شجرة الباوباب أن تكون شجرة فحسب، بل أرادت أن تتجول حول العالم... تمامًا مثل العديد من الأشخاص الذين يعيشون في لوبلين اليوم.
معًا سنبذل قصارى جهدنا لجعل باوباب مكانًا ملهمًا ومتطورًا وآمنًا للجميع.
فلنلقي هناك!